نزار قباني |
كان اسمها جانينْ . .
لقيتها أذكر فى باريسَ من سنينْ
أذكر فى مغارة " التابو "
وهى فرنسيهْ . .
فى عينها تبكي
سماءُ باريسَ الرماديهْ
وهى وجوديهْ
تعرفها
من خفها الجميلْ
منه هسهساتِ الحلق الطويلْ
كأنه غرغرة الضوء بفسقيهْ . .
تعرفها
من قصة الشعر الغلاميهْ . .
من خصلةِ في الليل مزروعةٍ
و خصلة . . لله مرميهْ
2
كان اسمها جانينْ
بنطالها سحبة كبرياءْ
خيمة حسن تحتها. . يختبىءُ المساءْ
وتولدُ النجومْ
و خفها المقطع الصغيرْ
سفينة مجهولة المصيرْ
تقولُ للجاز : ابتديءْ . .
أريدُ أنْ أطيرْ . .
مع العصافير الشتائيهْ . .
إلى مسافاتٍ خرافيهْ
أريدُ أن أصيرْ
أغنية أو جرحَ أغنيهْ
تمضى بلا اتجاهْ
تحتَ المصابيح المسائيهْ
فى حارةٍ ضيقةٍ ،
فى ليل باريسَ الرماديهْ
3
كان اسمها جانينْ . .
وهى وجوديهْ
تعيشُ فى التابو . . وللتابو
وليلها جازٌ وسردابُ . .
صندلها المنسوج من رعودْ
يزيدُ من اغرائها
وكيسها الراقصُ من ورائها . .
صديقها فى رحلة الوجودْ
تقولُ للحن : انهمرْ
أريدُ أن أرودْ
جزائراً في الأرض منسيهْ
جزائراً مرسومة بأدمع الورودْ
ليسَ لها سورٌ . . ولا بابٌ . . ولا حدودْ
4
كانتْ وجوديهْ
لأنها إنسانة حيهْ . .
تريدُ أنْ تختارَ ما تراهْ
تريدُ أنْ تمزقَ الحياهْ . .
من حبها الحياهْ . .
5
كانتْ فرنسيهْ
في عينها تبكى سماءُ باريسَ الرمادية
كانَ اسمها جانينْ . .